حقوق الطفل
حقوق الطفل
لمن سوف يذهب الطفل ؟ سؤال يسأله جميع الناس عند سماع خبر طلاق زوجين ، ويبدأ الكل بسرد الأجوبة والاحتمالات ، بينما يبقى الوالدان الأب و الأم في نزاع مستمر حول أحقيتهما في حضانة الطفل و الحصول عليه ، وينسون تماماً أن طفلهما هو ضحية الطلاق .
فبالإضافة إلى أنه سيخسر أحد والديه ، ويعيش مع مسؤول واحد – غير مكتمل- لن يلبي له رغباته كلها ، لأن الأب لن يتمكن من رعايته نفسياً واجتماعياً وأن يطبخ ويغسل له ، هو فقط سوف يصرف عليه، أما الأم سوف توفر له الرعاية والاهتمام والحنان، ولكن من يتولى الطفل مادياً ؟ ويخرج به في منتصف الليل إن نزلت به حمى شديدة ؟
هذا النزاع يتم سحبه إلى قاعات المحاكم ، التي تعج بملفات الطلاق ، ففي العصر التكنولوجي تغيرت المفاهيم عن معنى الزواج وصار مادياً جافاً خالياً من الاهتمام والعواطف ، فيتكدس للطرفين من الهموم الزوجية ويطلبان الطلاق كحل ، وربما يكونوا قد أنجبوا طفلاً أو اثنين أو ثلاثة أو أكثر .
و لا ينفع بينهما إصلاح العائلة، ولا جلسات الكبار، ويكون العناد سيد الموقف، أو تراشق وتبادل الاتهامات في التقصير وبينما قد يسمع الطفل كل كلامهما فينزوي غلى زاوية يطوي عليها نفسه ، ومن يدري قد يمرض نفسياً من تكرار سماعه لنزاعات والديه المستمرة ، فينشا نشأة طفل منحرف أو شاذ .
ولأن الطفل هو ثمرة زواج اثنين ، أعطى القضاء الحق للاستماع للطرفين في أحقيتهما بالحصول على رعاية الطفل واحتضانه وتربيته ، والحضانة في القانون هي : القيام بتربية المحضون وتنشئته التنشئة الصحيحة على العقيدة الإسلامية والأخلاق الحميدة ، وتربية جسمه وعقله ووجدانه وإصلاح سائر شؤوونه،لما فيه حاجة له من اكل وشرب، وملبس وغير هذا .
والحضانة في الإسلام مشروعة في الكتاب والسنة والإجماع والمعقول ، وهي واجبة لأن الطفل إذا ترك ضاع وهلك ،وجعل الشرع العادل الحكيم الحضانة للنساء الأمهات و قدمهن على الرجال ، لرعاية الصغير لأنها مبنية على الشفقة وهي أقدر على ذلك ، ثم إلى الرجال حسب العصابات ، فإن لم يوجد فإلى المحارم من ذوي الأرحام .
وتكون الحضانة للأم في المرتبة الأولى وبعد الأم تجوز الحضانة بالترتيب لــ :
أم الأم/أم الأب/ الأخت الشقيقة/ الأخت لأم/ الأخت لأب/ بنت الأخت الشقيقة/ بنت الأخت لأم/ الخالة لأبوين/ الخالة لأم/ الخالة لأب/ بنت الأخت لأب/ بنت الاخ الشقيق/ بنت الأخ لأم/ العمة لأم/ خالة الأب لأم/ عمة الأب لأم .
فإذا لم يوجد محارم من النساء من تقبل لحضن الطفل يتم التوجه للعصابات من الرجال لحضانة الطفل وهم على الترتيب :
الأب/ الجد/ الأخ الشقيق/ الأخ لأب/ ابن أخ الشقيق/ ابن الأخ لأب/ العم الشقيق/ العم لأب/ ابن العم الشقيق/ ابن العم الأب/ عم الأب الشقيق/ عم الأب لأب .
ويتضح أن الإسلام هيأ كل ذوي القربى لرعاية الطفل بعد وقوع أي طلاق ، ولم يجهض حق الطفل بالحصول على الرعاية و الحنان من أمه ، والشعور بالمسؤولية من والده بعد الطلاق ، حيث يصح للأطفال زيارة الطرف الآخر من والديه